خصائص التربة تحت تأثير نظام الدورة الزراعية

عضو محترف الاوسمة :

خصائص التربة تحت تأثير نظام الدورة الزراعية
والتسميد النيتروجيني

تؤثر المحاصيل البقولية على خصوبة الأراضي الزراعية (Bowren et al., 1996) حيث ترفع من المحتوى النيتروجيني للتربة عندما تقوم بكتيريا العقد الجذرية، التي تعيش في جذور المحاصيل البقولية بتعايش تبادل منفعة، بتحويل غاز النيتروجين إلى نترات. وقد أثبتت تلك التحولات الأزوتية نتائج تجارب الدورات التي تضم محاصيل بقولية وأخرى نجيلية (Lal et al., 1979) . ويقصد بالدورة الزراعية هنا توالي زراعة المحاصيل الحقلية المختلفة في نفس قطعة الأرض. وتشتمل الدورة الزراعية عادة على أنواع مختلفة من المحاصيل تسمح بالاستخدام الأمثل لمدخلات الإنتاج من أسمدة وماء وغيرها. وعادة ما تضم الدورة الزراعية محاصيل بقولية تعمل على مساعدة المحاصيل الغذائية مثل محاصيل الحبوب في رفع معدلات نموها نتيجة زيادة محتوى التربة من النيتروجين والمادة العضوية. إن كيفية المحافظة على العناصر الغذائية في منطقة الجذور نتيجة لوجود النباتات البقولية قد تناولتها العديد من الدراسات (Allison, 1973 and Agboola,1974) كما أن دور بقايا المحاصيل البقولية وخاصة بقايا الجذور في تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة قد أوضحته أيضاً العديد من الدراسات. ( Bowren, et al, 1969; Allison, 1973; Agboola, 1974; Edwards et al., 1988, and Follett and Peterson ) (1998 وقد انتشرت في السنين الأخيرة عملية تكثيف زراعة المحاصيل دون سابق دراسة وأيضاً استخدام التسميد النيتروجيني بمعدلات عالية مما قد يؤدي إلى تلوث المياه السطحية والجوفية بالنترات تحت ظروف المملكة العربية السعودية مما أثار الاهتمام بتطبيق نظام الدورات الزراعية. وقد أجري هذا البحث لمعرفة مدى تأثير الزراعة ومعدلات التسميد النيتروجيني على صفات التربة الفيزيائية والكيميائية .

المواد وطرق البحث

أجريت هذه الدراسة بالمزرعة التجريبية التابعة لإدارة مشروع الري والصرف بالأحساء بالمملكة العربية السعودية، ولقد اشتملت التجربة على نظامين للزراعة (الزراعة المستمرة للقمح ودورة ثنائية: برسيم حجازي/قمح) وثلاث معدلات نيتروجين (300,150,0 كجم N / هـ) وقد طبقت هذه المعاملات حسب تصميم القطع المنشقة في قطاعات كاملة العشوائية بثلاث مكررات حيث اعتبرت نظم الزراعة القطع الرئيسية ومعدلات النيتروجين القطع المنشقة باعتبارها الأكثر أهمية.
وكانت التربة ذات قوام طميي طيني/ملي Sandy Clay Loom (65.6% رمل، 12.0% سلت، 22.4% طين) وتم حرث الأرض بالمحراث القلاب ثم استخدم المحراث الدوراني بغرض تفكيك التربة وتنعيمها وتهويتها وتسويتها. كانت مساحة القطعة التجريبية المنشقة 2.5 x 5 متر واحتوت على عشر خطوط المسافة بين خط وآخر 0.25 متر. زرعت التجربة في النصف الأول من شهر نوفمبر للمواسم الأربعة 1997/96 و 1996/95 و 1995/94 و 1994/93 مع إضافة الفسفور على هيئة سوبر فوسفات ثلاثي بمعدل 75 كجم P2O5/هـ، أما النيتروجين فقد أضيف على هيئه يوريا بمعدلات 300 ,150 , 0 كجم N/هـ للقطع المعنية على دفعتين، الدفعة الأولى عند الزراعة والدفعة الثانية بعد أربعة أسابيع من الزراعة. زرع البرسيم الحجازي في موسمي 1996/95 و 1994/93 أما محصول القمح فقد زرع سنوياً في القطع التجريبية لنظام الزراعة المستمرة أما في القطع التجريبية لنظام الدورة الثنائية فقد زرع في شتاء 1997/96 و 1995/94 .
أخذت عينات التربة عشوائياً من كل قطعة تجريبية منشقة على العمق 30-0 سم قبل بدء التجربة لمعرفة خصائص التربة الابتدائية ومن ثم بعد كل موسم زراعي للدورة الثنائية. أخذت ثلاث عينات تربة من كل قطعة منشقة ثم خلطت وجففت هوائياً وطحنت يدوياً باستخدام الهون الخزفي ثم نخلت بمنخل قطر ثقوبه2 ملم لغرض التحليل الكيميائي. تم تحليل عينات التربة لتقدير درجة التوصيل الكهربائي (Rhoades, 1982) ودرجة الحموضة لمستخلص عجينة التربة المشبعة بعد استخلاصه مباشرة باستخدام جهاز – PH-meter(Cottonie, 1980)، والكربون العضوي بطريقة (Int. Instit. Trop. Agric., 1979) والمحتوى الكلي للنيتروجين بطريقة macro – Kjeldahl والفسفور المتاح (Olsen and Sommers,1982) والبوتاسيوم الذائب باستخدام جهاز الطيف اللوني. كما تم تقدير كثافة التربة الظاهرية (Blake, 1965) وقطر تجمعات حبيبات التربة (Yanker and McGuiness, 1957) ومحتوى التربة من الماء عند درجة التشبع. تم تحليل البيانات المتحصل عليها إحصائياً ( SAS Institute, 1992 ) مع استعمال اختبار أقل فرق معنوي Least Significant Difference(LSD) عند مستوى 5% للمقارنة بين المتوسطات.

النتائج والمناقشة
النيتروجين
يبين الجدول (1) محتوى التربة من النيتروجين الكلي نتيجة لتأثير نظم الزراعة والتسميد النيتروجيني خلال فترة التجربة. يلاحظ أن كمية النيتروجين الكلي في التربة في القطع التجريبية للزراعة المستمرة كانت منخفضة لامتصاصه بواسطة نباتات القمح وربما لفقده عن طريق التطاير أو الرشح مع ماء الري إلى أعماق التربة. ولكن في القطع التجريبية للدورة الثانية فقد ارتفع محتواها مع النيتروجين نتيجة تثبيت النيتروجين الجوي بواسطة البكتريا العقدية في جذور البرسيم الحجازي وكذا إضافة للنيتروجين الموجود في بقايا جذور نباتات البرسيم الحجازي الناتج من إضافة السماد. تعزى الزيادة في كمية النيتروجين الكلي في ترب القطع التجريبية للدورة الثنائية لارتفاع معدل تكوين وزيادة حجم العقد البكتيرية وارتفاع كفاءتها في تثبيت النيتروجين الجوي، (بيانات لم تنشر)، وقد يؤدي تراكم بقايا البرسيم الحجازي وخاصة في المجموع الجذري على انخفاض معدل رشح النيتروجين إلى أعماق التربة. لقد تأثر محتوى النيتروجين الكلي معنوياً بإضافة السماد النيتروجيني حيث بلغ 1.37 و 1.34 و 1.17 جم لكل كجم من التربة بالمعاملات N2و N1و N0 على التوالي بعد الموسم الثاني للدورة. وأكدت النتائج السابقة زيادة محتوى التربة من النيتروجين الكلي مع زيادة معدلات التسميد وقد تفوقت هذه الزيادة على ما ذكره Havlin وآخرون (1995). ولقد أظهرت المعاملة N0 التي لم تنل تسميداً نيتروجينياً انخفاضاً ملحوظ في محتوى النيتروجين الكلي.

جدول 1. محتوى التربة من النيتروجين الكلي في الطبقة السطحية (0-30سم) تحت تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين
المعاملات محتوى النيتروجين الكلي (جم/كجم تربة) حجم التغير بعد موسمين للدورة
الابتدائي بعد الموسم الأول للدورة بعد الموسم الثاني للدورة
الزراعة المستمرة (R1) 1.21 1.21 1.20 -0.01
الدورة الثنائية (R2) 1.25 1.34 1.39 +0.14
(N0) 0.0 1.23 1.22 1.17 -0.06
(N1) 150 1.24 1.30 1.34 +0.10
(N2) 300 1.24 1.32 1.37 +0.13
R1 N0 1.21 1.18 1.08 -0.13
R1N1 1.21 1.22 1.24 -0.03
R1N2 1.21 1.24 1.27 +0.06
R2N0 1.24 1.25 1.26 +0.02
R2N1 1.26 1.37 1.44 +0.18
R2N2 1.26 1.40 1.47 +0.21
LSD0.05 - 0.08 0.11 -

عضو محترف الاوسمة :

تشير البيانات في الجدول 1 أيضاً إلى وجود فروق معنوية في محتوى النيتروجين الكلي في التربة بين نظم الزراعة عند عمق التربة 30-0 سم، حيث نلاحظ أن متوسط محتوى النيتروجين الكلي في التربة في هذا العمق قد وصل إلى 1.20 و 1.39 جم / كجم تربة تحت نظام الزراعة المستمرة ونظام الدورة الثنائية على التوالي بعد الموسم الثاني للدورة. يرتبط محتوى النيتروجين المتبقي في التربة عند زراعة البرسيم الحجازي ارتباطاً وثيقاً (r = 0.94) بكمية إنتاج البرسيم الحجازي من المادة الجافة.
إن ارتفاع معدل إضافات بقايا محصول البرسيم الحجازي مقارنة ببقايا محصول القمح قد أعطى كمية كبيرة من النيتروجين عندما أضيف إلى البرسيم الحجازي مستويات عالية من النيتروجين ( N2 و N1)، علماً بأن الفرق بين (N2 و N1) في كمية النيتروجين المتبقي في التربة بعد زراعة البرسيم الحجازي كان بسيطاً. إن المصدر الأساسي للنيتروجين المتبقي من البرسيم الحجازي هو بقاء الجذور بما تحتويه من عقد بكتيرية وقد ذكر Bowren وآخرون (1969) أن الجذور تشكل المصدر الأساسي للنيتروجين المتبقي إذ إنها تحتوي على%30-20 من نيتروجين نبات البرسيم. وقد أورد (Rice 1980) أن النيتروجين الجوي المثبت بواسطة البرسيم لا يزيد عادة عن الكمية التي تُزال من التربة عند حش البرسيم. ومهما يكن فقد تبين من هذه البداية أن زراعة البرسيم الحجازي قد وفرت قدراً ملحوظاً من النيتروجين للقمح الذي يليه في الزراعة. وعموماً يعزى ارتفاع محتوى النيتروجين الكلي في ترب الدورة الزراعية إلى تثبيت النيتروجين الجوي بواسطة البكترية العقدية وإلى النيتروجين الذي أمتصه البرسيم الحجازي عند إضافة السماد النيتروجيني إلى التربة وأيضاً إلى النيتروجين الناتج من تحلل المادة العضوية لبقايا محصول القمح.
أن التفاعل بين نظم الزراعة ومعدلات التسميد النيتروجيني يعطي مؤشراً لمدى التحسن والتدهور الذي يحدث في التربة نتيجة لتطبيق نظم الزراعة المختلفة. أشارت هذه الدراسة إلى وجود اختلاف في محتوى التربة من النيتروجين نتيجة للزراعة المستمرة وأيضاً نتيجة للدورة الثنائية، إذ انخفض محتوى التربة من النيتروجين الكلي مع زراعة القمح باستمرار بينما ساعدت زراعته بالتناوب مع البرسيم الحجازي على ارتفاع محتوى النيتروجين الكلي في التربة. مع زيادة كمية النيتروجين المضاف دون أن يكون هناك فروق معنوية بين معدلات النيتروجين المضاف R2N1 و R2N2.

الفوسفور
محتوى الفسفور المتاح موضح في الجدول 2. أبرزت النتائج أن إضافة النيتروجين بمعدلاته المختلفة قد أدت إلى زيادة معنوية في كمية الفسفور المتاح في التربة. وقد يعزى ذلك إلى التأثر الإيجابي للنيتروجين على نمو المجموع الخضري للمحاصيل بدرجة أكبر من نمو المجموع الجذري مما يجعلها لا تنتشر في مساحة أكبر وبالتالي تؤدي إلى زيادة الفسفور بالتربة.
أدت إضافة المعدل N2 إلى توفر كمية من الفسفور تفوق معنوياً ما توفره المعدلات N1 و N0 حيث سجلت على التوالي نسبة زيادة بلغت 11.8 % و4.1 % بعد انقضاء الموسم الثاني للدورة الثنائية. ويتضح من نتائج تحليل التباين أن هناك فرق معنوي في محتوى التربة من الفسفور المتاح بين المعاملات المختلفة. ويلاحظ من الجدول المذكور تفوق نظام الدورة الثنائية ( 89.33 مجم / كجم ) على الزراعة المستمرة (37.17 مجم / كجم ). لقد أدت زراعة البرسيم الحجازي في الدورة الثنائية إلى زيادة محتوى الفسفور المتاح في التربة، (+23.63) بينما انخفضت تحت الزراعة المستمرة للقمح (-27.73) وقد يعزى هذا الانخفاض إلى امتصاص محصول القمح للفسفور. وتتفق هذه النتائج مع ما تحصل عليه Van Doren و Triplett عام 1969 اللذان سجلا زيادة معنوية في محتوى التربة من الفسفور عند تطبيق الدورة الزراعية. كما نلاحظ أن هناك ارتفاعاً بسيطاً في محتوى الفسفور مع ارتفاع معدل التسميد النيتروجيني. وعموماً يعتبر محتوى الفسفور في تربة التجربة عالياً (جدول 2) وحقيقة أن اتباع نظام الدورة الثنائية قد أدى إلى توفر نسبة عالية من الفسفور الميسر مقارنة بالزراعة المستمرة للقمح وسيجعل ذلك المزارعين يستفيدون من هذه النتائج في خفض معدلات التسميد الفوسفاتي إذا طبقت دورة برسيم حجازي / قمح لفترة طويلة من الزمن.

جدول 2. محتوى التربة من الفسفور المتاح في الطبقة السطحية (0-30سم) تحت تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين المضافة:-

المعاملات محتوى الفوسفور المتاح (مجم/كجم تربة) حجم التغير بعد موسمين للدورة
الابتدائي بعد الموسم الأول للدورة بعد الموسم الثاني للدورة
الزراعة المستمرة (R1) 64.90 50.97 37.17 -27.73
الدورة الثنائية (R2) 65.70 74.73 89.33 +23.63
(N0) 0.0 65.00 59.50 63.05 -1.95
(N1) 150 65.50 61.45 67.70 +2.20
(N2) 300 65.50 67.40 70.50 +5.00
R1 N0 65.20 47.50 39.10 -26.10
R1N1 64.80 49.00 45.70 -19.10
R1N2 64.80 56.40 49.70 -15.10
R2N0 64.80 71.50 87.00 +22.20
R2N1 66.10 73.90 89.70 +23.60
R2N2 66.10 78.80 91.30 +25.20
LSD0.05 - 2.80 3.70 -

البوتاسيوم
بالنسبة للبوتاسيوم الذائب قد يظهر من الجدول 3 تفوق معدل النيتروجين N2 في محتوى التربة عن البوتاسيوم الذائب معنوياً بعد مضي موسمين من تطبيق الدورة الثنائية على بقية المعدلات. لقد أثرت نظم الزراعة معنوياً على محتوى البوتاسيوم الذائب في التربة بطريقة لا تختلف كثيراً عما لوحظ مع النيتروجين أو الفسفور المتاح، حيث لوحظ وجود بعض اختلافات في محتوى التربة من البوتاسيوم الذائب في قطع التجربة عند البداية. كما لوحظ زيادة في محتوى التربة من البوتاسيوم الذائب في معاملات الدورة الثنائية وخاصة عند إضافة 150 كجم نيتروجين/ هكتار (R2N2) بالمقارنة للزراعة المستمرة للقمح حيث حجم التغيير بعد موسمين للدورة الثنائية كان +7 ملجم/كجم تربة بينما هذا التغير كان +5 مجم/كجم تربة بعد الزراعة المستمرة. وبالنسبة لتأثير معدلات النيتروجين المدروسة على محتوى التربة من البوتاسيوم الذائب تبين أن زيادة معدل النيتروجين بالتربة قلل من البوتاسيوم الذائب بها تحت نظام الزراعة المستمرة للقمح. حيث انخفض التغير من +8 ملجم/كجم تربة إلى +2 ملجم/كجم تربة. أما تحت نظام الدورة الثنائية فقد لوحظ أن البوتاسيوم الذائب قد ازداد وسجل اقصى زيادة في حجم تغيير البوتاسيوم تحت R2N1.

الكربون العضوي
يبين (الجدول 4) تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين على محتوى التربة من الكربون العضوي (%). وقد وجد أن الكربون العضوي في التربة منخفض تحت نظام الزراعة المستمرة للقمح (-0.18) وخاصة مع انخفاض معدل النيتروجين المضاف. ونلاحظ من (الجدول 4) انخفاضاً معنوياً لنسبة الكربون العضوي للتربة استجابة للمعاملة N0 وقد يعزى ذلك إلى نشاط الأحياء الدقيقة في التربة.

عضو محترف الاوسمة :

جدول 3. محتوى التربة من البوتاسيوم الذائب في الطبقة السطحية (0-30سم) تحت تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين المضافة.

المعاملات محتوى البوتاسيوم الذائب (جم/كجم تربة) حجم التغير بعد موسمين للدورة
الابتدائي بعد الموسم الأول للدورة بعد الموسم الثاني للدورة
الزراعة المستمرة (R1) 143 145 148 +5
الدورة الثنائية (R2) 138 143 145 +7
(N0) 0.0 144 147 151 +7
(N1) 150 139 144 146 +7
(N2) 300 139 140 144 +5
R1 N0 145 149 153 +8
R1N1 142 145 147 +5
R1N2 142 140 144 +2
R2N0 142 145 148 +6
R2N1 136 143 145 +9
R2N2 136 140 143 +7
LSD0.05 - 1.7 1.2 -

جدول 4. محتوى الكربون العضوي (%) في التربة تحت تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين المدروسة.

المعاملات محتوى الكربون العضوي حجم التغير بعد موسمين للدورة
الابتدائي بعد الموسم الأول للدورة بعد الموسم الثاني للدورة
الزراعة المستمرة (R1) 1.66 1.58 1.48 -0.18
الدورة الثنائية (R2) 1.72 1.93 2.11 +0.39
(N0) 0.0 1.69 1.60 1.45 -0.24
(N1) 150 1.69 1.75 1.92 +0.23
(N2) 300 1.69 1.92 2.02 +0.51
R1 N0 1.66 1.55 1.35 -0.31
R1N1 1.66 1.57 1.52 -0.14
R1N2 1.66 1.63 1.58 -0.08
R2N0 1.72 1.65 1.54 -0.18
R2N1 1.72 1.92 2.32 +0.60
R2N2 1.72 2.21 2.46 +0.74
LSD0.05 - 0.17 0.14 -

إن المعاملات الزراعية التي تؤدي إلى زيادة نسبة المادة العضوية و بالتالي الكربون العضوي في التربة لها تأثير إيجابي على خصوبة التربة وصفاتها الفيزيائية. وتشكل المادة العضوية مورداً هاماً للعناصر الغذائية الضرورية للنباتات. أدى استخدام المعدلات N2 و N1 إلى زيادة معنوية في محتوى الكربون العضوي في التربة حيث ارتفع من 1.69 % إلى 1.92 % ومن 1.69 % إلى 2.02 % على التوالي بعد موسمين من اتباع الدورة الثنائية، وهذا يعني ارتفاع بنسبة 19.5% و 13.6% على التوالي. كان ارتفاع نسبة الكربون العضوي تحت نظام الدورة الثنائية (من1.72 % إلى 2.11 % ) متوقعاً إذ تؤدي زراعة البرسيم الحجازي والقمح إلى إنتاج كمية كبيرة من المادة الجافة والتي يظل بعضها بالتربة مما يرفع من نسبة الكربون العضوي.

الصفات الفيزيائية للتربة
يبين الجدول (5) بعض الصفات الفيزيائية للتربة تحت تأثير نظم الزراعة والتسميد النيتروجيني. لم تتأثر الصفات الفيزيائية للتربة معنوياً بمعدلات النيتروجين، كما أوضح أيضاً التحليل الإحصائي عدم حدوث تفاعل معنوي للمعاملات في الصفات الفيزيائية للتربة خلال موسمي الدورة الثنائية. بينت النتائج تفوق الدورة الثنائية في متوسط قطر تجمع حبيبات التربة ويعزى هذا التفوق للزيادة المستمرة في المادة العضوية المضافة للتربة بزراعة البرسيم الحجازي والقمح في الدورة الثنائية. وعموماً فإن المادة العضوية تساعد على تجمع حبيبات التـربة التي تقـل فيها نسبة الطين (Baver, 1935 ) وقد يكون تحلل بقايا القمح السبب في رفع متوسط قطر تجمع حبيبات التربة وقد لاحظ Lal وآخرون (1979 ) زيادة بلغت 50 % من متوسط القطر عند إضافة 12 طن من بقايا محصول الأرز.

جدول 5. تأثير نظم الزراعة على بعض الصفات الفيزيائية للتربة بعد موسمين للدورة الزراعية الثنائية:
صفات التربة نظام الزراعة الخطأ التجريبي
الزراعة المستمرة الدورة الثنائية
متوسط قطر تجمع حبيبات التربة (ملم) 0.57 0.76 0.07
الكثافة الظاهرية (جم/سم3) 1.45 1.26 0.13
محتوى التربة من الماء عند التشبع (%) 36.2 43.0 4.1
تعود هذه القيم المنخفضة للكثافة الظاهرية لتراكم بقايا المحاصيل في التربة(Baver, 1935) إلى النشاط الإيجابي للأحياء الدقيقة والأحياء الراقية في التربة أظهرت النتائج المبينة في (الجدول 5) أن الكثافة الظاهرية في موقع التجربة تحت تأثير نظم الزراعة منخفضة نوعاً ما. وتراوحت الكثافة الظاهرية في القطع التجريبية للزراعة المستمرة بين 1.57 – 1.33 جم/سم3 وبمتوسط عام قدره 1.45 جم/سم3 للزراعة المستمرة بين 1.57 و 1.33 جم/سم3 وبمتوسط عام قدره 1.45 جم/ سم3 بينما تراوحت هذه القيم في موقع الدورة الثنائية بين 1.33 و 1.18 جم/ سم3 وبمتوسط عام قدره 1.26 جم/سم3. ومن هذه النتائج تتضح الزيادة المعنوية في قيم الكثافة الظاهرية في تربة القطع التجريبية للزراعة المستمرة مقارنة بالتربة في القطع التجريبية للدورة الثنائية ويعود السبب في ذلك إلى إنتاج الدورة الثنائية لكميات من بقايا المحاصيل. لقد ذكر Wilson and Kang 1982 أن الإضافات الكبيرة من بقايا المحصول في التربة يؤدي إلى انخفاض الكثافة الظاهرية وينطبق هذا مع ما توصلت إليه هذه الدراسة.
يتضح من قيم رطوبة التربة (جدول 5) أن الزراعة المستمرة للقمح قد أعطت أقل النسب. الزيادة المعنوية في محتوى التربة من الماء نتيجة لتأثير الدورة الثنائية قد يعزى إلى ارتفاع نسبة المادة العضوية فيها مما انعكس إيجابياً على قدرة هذه التربة للاحتفاظ بالماء حيث نلاحظ أن قدرة التربة تحت نظام الدورة الثنائية على الاحتفاظ بالماء أكبر من قدرة التربة تحت نظام الزراعة المستمرة للقمح. جاءت هذه النتائج بشكل يتماشى مع ما توصل إليه كل من Agboola 1974 وAllison 1973. وقد يعزى التحسن في قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء عند تطبيق الدورة الثنائية إلى التحسن الذي طرأ فيها على قطر تجمع حبيبات التربة وما يتبعه من تحسن في مسامية التربة.
تم حساب استهلاك مياه التربة من الطبقات المختلفة تحت تأثير نظم الزراعة ومعدلات النيتروجين خلال مراحل النمو المختلفة من بيانات المحتوى الرطوبي للتربة بطريقة الوزن بعد تجميعها خلال فترة البحث ويوضحها الشكل 1. ويتضح من هذا الشكل أن محصول القمح قد استفاد بدرجة كبيرة من الماء في العمق 0-10سم ومن ثم 10-20سم و20-30سم. ويعزى ارتفاع معدل استهلاك الماء من العمق 0-10سم ثم إلى كثافة انتشار الجذور في هذه المنطقة بالإضافة إلى تبخر الماء من سطح التربة.
تأثر نمط استهلاك الماء معنوياً بنظام الزراعة المتبع حيث نلاحظ في مرحلة النمو الخضري أن نسبة الماء التي امتصها النبات من الأعماق 0-10سم و10-20سم 20-30سم كانت على التوالي 83% و12% و5% عند الزراعة المستمرة للقمح، بينما في الدورة الثنائية فقد كانت هذه النسب 65% و 24% و 11% على التوالي. أما في نظام الدورة الثنائية. فتبين النتائج أن كمية المياه التي يستفيد منها نبات القمح معظمها من العمق 0 – 10سم عند الزراعة المستمرة للقمح مقارنة بزراعته بالتناوب مع البرسيم الحجازي، بينما العكس صحيح في حالة المياه التي يمتصها القمح من الأعماق الأخرى. أما في مرحلة تكوين الحبوب فإن الفرق بين نظام الزراعة المستمرة ونظام الدورة الثنائية بسيط عند مقارنة كمية المياه المستهلكة من الأعماق المختلفة للتربة. وقد تعزى هذه الظاهرة إلى أنه ما زال في مرحلة تكوين وامتلاء الحبوب.

مدير الاوسمة :

شكرا جزيلا موضوع جميل ومفيد وحلو حياك الله