باوند يحذر من مخاطر تنظيم أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو

أوضح الكندي ريتشارد باوند الرئيس الأسبق للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) أن اختيار مدينة ريو دي جانيرو لاستضافة فعاليات دورة الألعاب المقررة عام 2016 ينطوي على "مخاطرة" لا يمكن إنكارها.

وصرح باوند نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقا إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "إنني أحد الأعضاء القدامى (باللجنة الأولمبية الدولية) وأميل إلى التحفظ. ولذلك فإنني أنظر للمخاطرة ولأقل مخاطرة ومن الواضح أن ريو دي جانيرو لا تمثل الأقل مخاطرة".

وفازت ريو دي جانيرو بحق استضافة أولمبياد 2016 بعد تفوقها على مدينة شيكاغو الأمريكية والعاصمتين اليابانية طوكيو والأسبانية مدريد حيث حصد ملف ريو دي جانيرو 66 صوتا مقابل 32 صوتا في الجولة الأخيرة من عملية التصويت على حق الاستضافة وذلك خلال اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن يوم الجمعة الماضي.

وأصبحت ريو دي جانيرو أول مدينة تنظم الأولمبياد في قارة أمريكا الجنوبية على مدار التاريخ.

وكان باوند عضوا بارزا ومؤثرا في اللجنة الأولمبية الدولية خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي ولكنه خسر هذا المنصب بعد خسارته أمام البلجيكي جاك روج في الانتخابات التي جرت عام 2001 على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.

وشغل باوند منصب رئيس وادا لمدة ثماني سنوات كما كان سباحا سابقا بالإضافة لكونه محاميا وخبيرا في مجال الرياضة.

واعترف باوند بأنه فوجئ خلال اجتماعات اللجنة الأولمبية الدولية بقوة ملف ريو دي جانيرو في حشد التأييد لتنظيم الأولمبياد في المدينة البرازيلية.

وقال "اندهشت لدرجة الرغبة في السفر إلى ريو. وبدأ هذا الاندهاش في حزيران/يونيو الماضي" خلال عملية عرض الملفات الأربعة المتنافسة وذلك في المتحف الأولمبي بلوزان في سويسرا.

وفي ظل تقارير لجنة التقييم تولدت ثقة لدى أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بأن ريو دي جانيرو يمكنها التغلب على جميع التحديات.

وقال باوند "أنت تقول : حسنا ليس هذا بالتأكيد الاختيار الذي يمكن أن أقره ولكن لم لا ؟".

وفي الوقت الذي حذر فيه من مخاطر استضافة الأولمبياد في ريو دي جانيرو ، اعترف باوند أيضا بقوة وإمكانيات أمريكا الجنوبية.

وقال باوند "إنه قرار مؤثر بالتأكيد. تحدثنا عن ضرورة جعل الحركة الأولمبية عالمية ، ولكننا لم نمنح الأولمبياد من قبل إلى أفريقيا أو إلى أمريكا الجنوبية. والآن أصبح لدينا مدينة تتحول من مرحلة تقديم طلب الاستضافة لمرحلة الترشيح.. أي من المدن الأربع كانت قادرة على الاستضافة وكل مدينة لها مخاطرها ولكن هذه المخاطر مختلفة من مدينة لأخرى".

وأوضح باوند أن استعانة ريو دي جانيرو خلال عرض ملفها بالخريطة الأولمبية التي توضح القارات التي استضافت الأولمبياد وعدم تنظيم أي أولمبياد في قارتي أمريكا الجنوبية وأفريقيا كان لها دور بارز و"فعال للغاية" في عرض ملف ريو دي جانيرو.

وقال باوند "ستكون هناك تحديات (للمدينة البرازيلية) ولكن يبدو أنهم قادرون على مواجهتها. وأصبح لديهم الآن اقتصاد مستقر أفضل مما كانوا عليه من قبل كما يبدو أن لديهم قيادة مستقرة عما كانت عليه البلاد في الماضي".

وصرح رئيس البنك المركزي البرازيلي على اللجنة الأولمبية الدولية بأن البرازيل ستمتلك قبل عام 2016 خامس أقوى اقتصاد على مستوى العالم.

وقال باوند "هذا ليس سيئا. وهذا يعني أن لديهم الوسائل لتحقيق ذلك. وما يفتقدونه هو التنظيم والخبرة".

وما زال باوند على اعتقاده بأن اللجنة الأولمبية الدولية يجب ان تتروى وتنتظر حتى ترى ما سيحدث في كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا لترى ما إذا كانت أفريقيا قادرة على استضافة الأولمبياد.

وأوضح باوند "تنظيم دورة بها 28 رياضة يكون بالفعل أكثر صعوبة من تنظيم بطولة للعبة واحدة فقط.

وأضاف "هناك العديد من الدول الصغيرة في أفريقيا.. الأولمبياد يحتاج لدولة ذات مساحة معينة وإلى دولة لها مستوى معين من البنية الأساسية وهو ما ليس موجودا في معظم الدول الأفريقية".

وأوضح باوند أن جنوب أفريقيا ومصر فقط يمكنهما استضافة الأولمبياد من بين جميع الدول الأفريقية كما كان ذلك متاحا في البرازيل والأرجنتين فقط من بين جميع دول أمريكا الجنوبية.

واعترف باوند بأنه فوجئ بالصدمة التي وجهتها اللجنة الأولمبية الدولية إلى شيكاغو والرئيس الأمريكي أوباما الذي سافر إلى كوبنهاجن للمشاركة في العرض النهائي لملف شيكاغو التي وصفها بأنها مدينته ولكن ذلك لم ينقذ شيكاغو من الخروج المبكر من المنافسة وبالتحديد من الجولة الأولى في عملية التصويت.

وفسر باوند ذلك بوجود عملية ضغط غير مباشرة حيث نجح مندوبو الملفات الأقل ترشيحا في إبلاغ أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بأن حضور أوباما ضمن لشيكاغو مكانا في الجولة النهائية من عملية التصويت وأن أي صوت لملفاتهم في الجولة الأولى سيمنح مندوبي هذه الملفات في العودة إلى بلدانهم بشكل أفضل وقارا مما دفع الكثير من الاعضاء لعدم منح أصواتهم لشيكاغو في الجولة الأولى على اعتبار أن تأهلها للجولة الثانية سيكون منطقيا أو حتميا.

وقال باوند إن ذلك كان يحدث بشكل ثابت طوال الوقت خاصة من مندوبي ملفي طوكيو ومدريد.

وأشاد باوند بالبرازيلي جواو هافيلانج الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على دعوته لأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية لحضور عيد ميلاده المئوي في ريو دي جانيرو عام 2016 .

وقال باوند "اعتقدت أن ذلك كان أمرا ذكيا منه. كما أعتقد أيضا أنه من الممكن أن يكون هناك في ذلك الوقت فهو شخص يتمتع بالصحة".

ورغم ذلك أبدى باوند اندهاشه من استراتيجية الملف البرازيلي قائلا "قال الناس عن الوقت قد حان لذهاب الأولمبياد إلى أمريكا الجنوبية.. وعندما يكون لك هذا النوع من التفكير فإن المنطق لا يلعب أي دور.. استراتيجيتي ليست (إنني أستحقها) فما من أحد يستحق الأولمبياد".