تآكل التربة.. خطر يهدد البشر

مدير الاوسمة :

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td> تآكل التربة.. خطر يهدد البشر Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1213949845382&ssbinary=true

تآكل التربة.. خطر يهدد البشر Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1213949845382&ssbinary=true

</TD></TR>
<tr><td class=imageCaption>خريطة توضح مدى تآكل التربة حول العالم</TD></TR></TABLE>

تآكل التربة السطحية للأرض الصالحة للزراعة بمعدل سريع أثار قلقا للعلماء حول مستقبل إنتاج الغذاء للبشرية؛ يقول عالم التربة بجامعة واشنطن جون ريجانولد: "من الواضح أننا نعري التربة بمعدل أسرع من معدل إعادة تكونها أو تجددها"، "من الصعب لفت انتباه الناس؛ لأن معظمنا حصل على التربة بالوراثة"، مشيرا إلى كون التربة منحة إلهية لم يتعب أحد في تكوينها، ولا يلتفت الكثير لزوالها البطيء.

فالأرض يغطي سطحها تربة متوسط ارتفاع عمودها لا يتجاوز 3 أقدام، وهي طبقة التراب التي تمد معظم نباتات الأرض بالغذاء، وهي ذات أهمية قصوى لإنتاج الغذاء بالزراعة.

وتحتوي حفنة من التربة الجيدة على مليارات الكائنات الدقيقة المفيدة، وتعد الفطريات والديدان -مع العناصر الغذائية للنبات- كائنات مهمة وحيوية لصحة وجودة التربة، ومن ثم صحة نباتات الكوكب الأرضي.

معدلات تآكل مقلقة

ولكن هذه المكونات الهامة تتكون بمعدل بطيء للغاية، يتمثل في إضافة بوصة أو اثنتين كل عدة مئات من السنين؛ لذا فإن معدل تآكل هذه التربة أسرع بكثير من معدل تكوينها في كل أصقاع الأرض.

وتقدر دراسة أعدها برنامج البيئة للأمم المتحدة أن 15% من الأراضي غير المغطاة بالجليد مبتلاة بكل أنواع التجريف والتآكل، وتعد المياه مسئولة عن 56% من معدلات تآكل التربة المتسارعة، بينما تعد الرياح مسئولة عن 28%.

ويعني ذلك أن المساحات المتآكلة بفعل المياه تصل إلى حوالي 11 مليون كيلومتر مربع، بينما تلك التي تآكلت بفعل الرياح تبلغ5.5 كيلومتر مربع.

ويقول ديفيد مونتجمري الجيولوجي بجامعة واشنطن ومؤلف كتاب «التراب»: "التقديرات تفيد أننا نفقد نحو 1% كل عام من التربة"، حسبما صرح لـ "ناتشيورال نيوز" وهي شبكة أمريكية غير ربحية تهدف لتوعية العامة بالقضايا الصحية والبيئية.

على سبيل المثال -حيث يتم العناية بالتربة إلى حد يفوق العناية والاهتمام بها في دول العالم الثالث- تشير تقديرات الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الأراضي المزروعة بالمحاصيل تتآكل بمعدل أسرع عشر مرات من معدل تكوينها.

ولا يقف الأمر على الأراضي المزروعة بالمحاصيل في أمريكا فقط، وإنما تؤكد الأمم المتحدة والهيئات المعنية التابعة لها أن مشكلة تآكل التربة مشكلة عالمية.

ويضاف للزراعة -كأحد الأسباب التي ينتج عنها تآكل التربة- التلوث، وتغير الخرائط المناخية، ورصف الطرق وشقها فوق الأراضي الصالحة لزراعة المحاصيل لدواعي التنمية، لكن المتهم الأول في مسألة تآكل التربة الزراعية هو أساليب وممارسات الزراعة الحديثة وليست الزراعة بالمطلق، بحسب رأي ريجانولد.

<table width=100 align=left><tr><td> تآكل التربة.. خطر يهدد البشر Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1213949523891&ssbinary=true

تآكل التربة.. خطر يهدد البشر Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1213949523891&ssbinary=true

</TD></TR>
<tr><td>

تربة زراعية مقطوعة بطريق شق بها

</TD></TR></TABLE>

ويوضح جون أشليمان -من الجيل الخامس من مزارعي الحبوب- هذه الأساليب المدمرة للتربة الزراعية بأن الحرث بين الزراعة والأخرى أسلوب غير ضروري ومدمر للتربة، ويتركها عرضة للانجراف بفعل الأمطار إذا ما هطلت عليها.

ويعد أشليمان من دعاة عدم الحرث، ومن ممارسي الزراعة بدونه، والذي يقتضي زراعة بذور في أرض غير محروثة.

أما تفسير أشليمان لاعتماده على هذا الطريقة فيتفق مع التوجهات الأحدث بأن "الأرض مملوءة بالديدان، والبكتيريا وأنواع أخرى من الحياة" معتبرًا أنها عناصر هامة وحيوية لاستمرار خصوبة التربة، ويقارن أشليمان بين حقله وحقل جاره قائلا: "هناك سوف تجد ترابا بنيا، لا ديدان فيه ولا حياة".

الأنشطة الإنسانية "متهم دائم"

جدير بالذكر أن من الأسباب الأخرى التي تسهم في تآكل التربة الضغط السكاني على البيئة، والذي يتمثل في تعدي الإنسان على النباتات الطبيعية باجتثاثه له، وتحويلها إلى أراض زراعية، وخاصة في المناطق الهامشية، أو بالتعدي على الأراضي الزراعية بتحويلها إلى منشآت سكنية وصناعية وغيرها، بالإضافة إلى عمليات التعدين الواسعة، وما تتركه من أثر على الأراضي الزراعية المجاورة لها، وتعرف هذه الظاهرة باسم "التصحر الحضاري".

كذلك فإن من أساليب استخدام الأراضي الزراعية الحديثة المدمرة للتربة ما يلي:

- أساليب تتعلق بإعداد الأرض للزراعة كالحراثة العميقة والخاطئة، وكإهمال الجدران الاستنادية التي تحافظ على التربة من الانجراف، وإهمال زراعة مصدات الرياح.

- أساليب تتعلق باختيار الأنماط المحصولية والدورة الزراعية؛ فالزراعة غير المرشدة أو غير العقلانية في أراضي الري المطري يمكن أن تؤدي إلى تعريض التربة لعوامل التعرية وزراعة محصول واحد في نفس الأرض بصورة متكررة يؤدي إلى إصابتها "بفقر الدم" وخفض خصوبتها ومن ثم تناقص غطائها النباتي، وفي النهاية التعرض لمخاطر التعرية.

- أساليب تتعلق بالممارسات الزراعية نفسها كالري والصرف والتسميد والحصاد، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة التربة وتناقص خصوبتها، وكذلك استخدام المعدات الثقيلة في المناطق القاحلة قد يؤدي إلى زيادة حدة الدمار نتيجة إزالة الغطاء النباتي وتفكك التربة وتعرضها للتعرية بفعل الرياح والمياه.

وأخيرًا، فمما يسهم بتآكل التربة الزراعية الاستغلال السيئ للموارد الطبيعية مثل استنزاف المياه الجوفية فهو يعرضها للتملح وتدهور نوعيتها.

والملوحة أو التمليح نوع من أنواع التصحر قد يكون من أخطر حالات التصحر، خاصة أنه يحدث في الأراضي المروية تحت ظروف المناخ الجاف؛ بحيث تزداد ملوحة التربة وتتناقص خصوبتها، وتتحول بالتالي إلى تربة غير منتجة أي "تتصحر"، وقد حصل ذلك في وادي النيل ووادي دجلة والفرات، وقد يحدث في منطقة الجزيرة بسوريا وفي الكثير من الواحات وفي البادية الأردنية؛ ولذلك لا بد من التفكير جديا في عمليات الصرف من أجل علاج هذه المشكلة إذا سمحت طبوغرافية المنطقة بذلك.

زائر

شكرا يامهندسنه الورد موضوع جدا مفيد

» التربة وانواعها
» تقييم الخصوبة في التربة
» تلوث التربة